الموهبة الشابة محمد زيدان الى مهرجان الميدان
02/12/2008 12:16:32
حيفا- تفانين : الموهبة الشابة محمد عادل زيدان، عرفناه جيداً في مهرجان "مسرحيد" عندما أبدع في مسرحية "إشي بحزّن العادي"، وهو من قرية كفر مندا الجليلة يبلغ من العمر الـ 15 سنة، يدرس في ثانوية
كفر مندا، وشارك حتى اليوم في أكثر من عشرة أعمال مسرحية وسينمائية. يقول زيدان: قبل دخولي إلى عالم المسرح والدراما، كنت خجول جدا، ولم أفكر بحياتي أنني سأخوض تجربة التمثيل، أو املك موهبة لها علاقة في الفن، كان يمارس الحياة مثله كمثل أي طالب عادي، ولم يفكر من قبل انه يملك موهبة ستوصله إلى مهرجان "مسرحيد" في عكا ويخوض تجربة مسرحيدية "إشي بحزّن العادي " التي لاقت الإعجاب من قبل الجمهور، ولكن لقاءه مع الفنان محمود قدح، سنح له الفرصة ليمر في تجربة مسرحية، جعلته يحلق في عالم المسرح، ويؤكد زيدان إن فرصة اللقاء مع فنان مثل محمود كانت من حظه، فمحمود بالنسبة له، ليس مجرد مخرج، بل إنسان مثقف وفنان يملك تجربة كبيرة في عالم الفنون، وصقله كانسان وليس فقط كموهبة.
بدأ العمل سنة 2004 مع الفنان محمود قدح، في إطار مجموعة المسرح الجماهيري في كفر مندا، وتم اختياره من بين مجموعة طلاب من اجل المشاركة في مسرحية استعراضية بعنوان "الحمامة المطوقة" مستوحاة من كتاب "كليلة ودمنه"، وشارك في العمل الاستعراضي خمسون مشارك.. "لم تكن مسرحية عادية، كانت تعتمد على العمل الجماعي والاستعراضي، لم يكن لي دور كبير فيها، ولكن التجربة كانت كبيرة بالنسبة لي، وجعلتني أن اعمل ضمن مجموعة وليس كفرد.
وبعدها شارك محمد في فيلم محلي "لوين رايحين؟" من تأليف وإخراج محمود قدح، ولعب الدور الرئيسي في الفيلم.. قصة الفيلم تدور حول طلاب مدرسة يمرون في سلسلة أحداث وعادات سيئة يشاهدوها في حياتهم اليومية، وشارك في مسرحية "القنديل الصغير" للكاتب غسان كنفاني وإخراج محمود قدح، والتي شاركت في مهرجان الميدان للمسرحية المحلية، وشارك أيضا في مسرحية "المرار"، وفيلم "هوية"، الذي يحكي قصة طفل فلسطيني يعمل كبائع متجول، يمر في مشاكل كونه يعيش في الضفة الغربية المحتلة، يواجه صعوبات خلال تواجده في أراضي الـ 48.. وشارك أيضا في مسرحية "أولاد الحارة" و"اللهم نفسي" و "شباب آخر موضة" وفيلم "لماذا تركت الحصان وحيدا" عن قصيدة محمود درويش وإخراج محمود قدح، وأخيرا كانت مسرحيدية "إشي بحزن العادي"، التي شاركت ضمن مهرجان "مسرحيد" في دورته الأخيرة 2008. وكان قد عرضها زيدان أمام طلاب مدرسته في قرية كفر مندا، وقرى أخرى في المنطقة ولاقت إعجاب شديد من قبل المعلمين والطلاب، وأكدوا على الموهبة التي تقف على خشبة المسرح، الجرأة الكبيرة وقدرته على الإتقان. زيدان يعد من الطلاب المجتهدين جدا، فهو صاحب المثابرة والروح الطموحة العالية.
واليوم، يشارك محمد مع مسرح "انسمبل فرينج الناصرة" في مسرحية "قواريط امين" من تأليف وإخراج محمود قدح، والتي ستعرض ضمن مهرجان الميدان في بداية شهر كانون الأول، لتكون هذه التجربة الأولى لزيدان التي يقف فيها أمام ممثلين محترفين.
يطمح محمد زيدان إلى دراسة الطب، ولكنه لا ينفي أن يمارس مهنة التمثيل كونه سيدرس موضوع الطب، يقول زيدان انه هناك الكثير من الممثلين العالمين يعملون بمهن أخرى وفي نفس الوقت يعملون في التمثيل و"أنا لا أرى فيها إشكالية، أنا أحب التمثيل، واراها مهنة صعبة ومحترمة جدا، ولكن في وسطنا العربي، لا نملك قاعدة فنية ممكن الاعتماد عليها، فانا في طبيعتي اطمح للوصول إلى أقصى الحدود، واعتقد أن خوض التجربة في مجال المسرح والدراما ستمكنني من الإبداع في أي مجال اختاره، كالطب مثلا".. ويؤكد محمد زيدان إن دخوله إلى عالم الفن لن يكون كحل وسط، فهو إنسان مثابر ويحاول دائما الوصول إلى ابعد حد ممكن، فعندما سيقرر دخول عالم المسرح والفن، فسيدخله من اجل الوصول إلى ابعد حد ممكن في المجال.
**ملخص مسرحية "قواريط أمين"
"قواريط أمين" هي مسرحية كوميدية، تضعنا أمام تجربة إنسانية مثيرة للضحك والبكاء في آن واحد.. قصة المسرحية تدور بين الأخوين جعفر وفرج أبناء الحاج أمين، فهم ينتظران بفارغ الصبر موت أباهم لكي يرثان ما يملك من أراضي كثيرة، فعند أول وعكة صحية يمر فيها الأب أمين، يسرعان الأخوين للإعلان عن وفاته معتقدين أن الحاج أمين توفي، ويقومان بتحديد موعد الجنازة رسميا عبر منابر المساجد، لكن سرعان ما يتجاوز الحاج أمين هذه المرحلة الحرجة ليتبين للأبناء أنها كانت مجرد وعكة صحية والأب لم يمت، فماذا يفعل الأبناء؟! موقف صعب، سرعان ما يحوّل فرحة الأبناء بموت أباهم، إلى مصيبة كبيرة، ويضعهم أمام مأزق كبير عليهم الخروج منه بكل ثمن...
والمسرحية من تأليف واخراج محمود قدح، ديكور وملابس اشرف حنا، إضاءة آسي جوتسمان، تمثيل: مروان عوكل، محمود مره، محمد زيدان.